-->

31‏/8‏/2019

وقف إطلاق النار في إدلب



نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء، الجمعة، عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن "قوات الحكومة السورية ستوقف إطلاق النار من جانب واحد في منطقة خفض التصعيد في منطقة إدلب صباح السبت".

كما ذكرت وكالة إنترفاكس، أن وزارة الدفاع الروسية "حثت الفصائل السورية المسلحة في المنطقة على الانضمام لوقف إطلاق النار".

من جانب آخر، قال نائب رئيس مجلس وزراء القرم غيورغي مرادوف، الجمعة، إن بلاده مهتمة في دعم سوريا ببناء وإصلاح سفنها بأحواض شبه جزيرة القرم. وقال خلال مشاركته في معرض دمشق الدولي: "لدينا مصلحة بالتعاون في مجالات مثل إصلاح السفن وبناء السفن. لدى سوريا أسطولها الخاص وتحتاج إلى مثل هذه الخدمات".

وأضاف مرادوف أن سوريا "مقبلة على مرحلة إعادة إعمار بعد حرب عنيفة ضد الإرهاب الدولي"، مشيراً إلى أن "شركات في القرم وروسيا تنتج الكثير من المنتجات، مثل المعادن والهياكل المعدنية التي تحتاجها سوريا في المرحلة القادمة". ووقعت سوريا وجمهورية القرم الروسية، الخميس، اتفاقية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بينهما، شملت إنشاء بيت تجاري، وشركة ملاحة للقطاع الخاص، وتبادل المشاركات في المعارض.

من جانب آخر، انتهت روسيا من بناء حظائر جديدة لمقاتلاتها الحربية في قاعدة حميميم الروسية، بهدف حمايتها من القذائف. وسائل إعلام روسية نشرت صوراً أظهرت الطائرات الروسية داخل حظائر، لكنها على ما يبدو، ليست بغرض حمايتها من الصواريخ الثقيلة، إنما للاستفادة منها ضد هجمات الطائرات المسيرة "درونز" وصواريخ الـ"غراد"، إضافة لحجب تلك الطائرات عن الأقمار الاصطناعية.

"المرصد السوري لحقوق الإنسان" في تقرير نشره، الجمعة، قال إن الطائرات الروسية قتلت 19012 شخصاً، منذ 30 أيلول/سبتمبر 2015 وحتى 30 آب/أغسطس 2019، "وهم 8285 مدنياً، بينهم 1997 طفلاً، و1255 امرأة، إضافة لـ5244 عنصراً من تنظيم الدولة، و5483 مقاتل من الفصائل المقاتلة الإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية".

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، إن "روسيا أكدت لأنقرة أن نقاط المراقبة التابعة لها شمال غربي سوريا لن تتعرض لهجمات". وحذّر أوغلو، حسبما نقلت وكالة "رويترز"، من أن استمرار هجمات الحكومة السورية في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، قد يتسبب في موجة نزوح أخرى للاجئين السوريين إلى أوروبا، مشيراً إلى أن "الجيش التركي، الذي يساند فصائل معارضة سورية، سيغادر سوريا عند إيجاد حل سياسي".

وأرسل الجيش التركي، الجمعة، تعزيزات عسكرية جديدة إلى الوحدات المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر عسكري قوله إن "التعزيزات جاءت من مختلف المناطق التركية، ووصلت قضاء أنطاكيا التابع لولاية هطاي، المحاذية للحدود مع سوريا، وسط تدابير أمنية مشددة". وأوضح المصدر أن التعزيزات التي شملت شاحنات محملة بدبابات وعربات نقل جنود مدرعة، أرسلت بهدف دعم الوحدات المتمركزة على الشريط الحدودي.

من جهته، حذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، من المساس بنقاط المراقبة التركية المنتشرة في مناطق "خفض التصعيد" بإدلب قائلاً: "نؤكد حقنا في الدفاع عن النفس حال وقوع أي اعتداء على جنودنا ونقاط مراقبتنا في إدلب".

من جانبه، اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة، أن محاولات النظام للسيطرة على إدلب ستنهي الحل السياسي في البلاد، وتفتح المجال أمام صراع طويل قد يمتد عشرات السنوات على الأقل. وقال العبدة في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، نُشرت الجمعة، أن "النظام لم يحترم اتفاق إدلب الذي تم توقيعه في سوتشي، من بداية سبتمبر/أيلول الماضي. كان يريد الحسم العسكري، لكن اتفاق إدلب ردعه مؤقتا، وبعدها حصلت خروقات كثيرة سواء من النظام أو روسيا".

وأضاف العبدة أن "اتفاق إدلب/سوتشي فيه 4 نقاط أساسية كانت بحاجة إلى تهدئة حقيقية لتنفيذها، لكن ما رأيناه هو استمرار في الخروقات، ما أثر على قدرة الفصائل وتركيا لإحداث تقدم في هذه النقاط، وبالتالي نحن في حالة ربما لا يبقى من الاتفاق إلا النقاط التركية الموجودة في إدلب". مشدداً على أن هذه النقاط لا تزال مهمة لأنها تمثل حالة من الحماية للمدنيين.

وأوضح العبدة أنه في حال "سيطر النظام أو روسيا على مناطق في إدلب، فسيكون السوريون خاسرين كثورة، ولن يعود هناك إمكانية للحديث عن حل سياسي، ولكن هل هذا يعني دوام السيطرة؟ لا، باعتقادي نحن نتحدث هنا عن 10 سنوات على الأقل من القتال بكل أنحاء سوريا"، مبرراً ذلك بوجود "عشرات آلاف المقاتلين الذين لن يقبلوا بسيطرة النظام، وسننتقل لحرب عصابات، ونوع آخر من المواجهة، وما يحدث في جنوب سوريا دليل على ذلك"


.
التالي التالي
المشاركة السابقة المشاركة التالية
التالي التالي
المشاركة السابقة المشاركة التالية